أعمدة الخلق

                             بسم الله الرحمن الرحيم

قد تعد أشهر صورة على الإطلاق فى تاريخ الكون المرئى،لا يمكن أن تراها إلا و تقف فاغرا فاك فالصورة خالبة للب، ساحرة. قد يكون الكثير رآها و يعرفها و لكن ذلك العام سيراها بوضوح أكبر وبأطوال موجية مختلفة.

التقطت أول مرة عام ١٩٩٥ باستخدام مسبار الفضاء هابل [١](الذى منذ إطلاقه عام١٩٩٠ وهو مازال يمتعنا بصوره المذهلة) و اسمها "أعمدة الخلق" كناية عن أن تلك الأعمدة الموجودة فى الصورة هى نتاج عملية تكوين نجوم جديدة. تقع "أعمدة الخلق" فيما يعرف باسم سديم النسر[١ ](السديم هو عبارة عن سحابة مكونة من الغبار و الهيدروجين و الهيليوم و الغازات المتأينة تقع بين مجموعات النجوم فى المجرة [٢] ) و تبعد عنا بمقدار ٧٠٠٠ سنة ضوئية[٤]. 

  أعمدة الخلق: الصورة على اليمين هى الصورة الحديثة  المأخوذة بالأشعة فوق البنفسجية
و الموجودة على اليسار هى التى التقطت عام
.١٩٩٥
المصدر:موقع هابل

صورة أخرى صورة أخرى مأخوذة بالأشعة تحت الحمراء حيث يمكن للأشعة الحمراء اختراق الغاز و الغبار مما يعطى لأعمدة الخلق هذا الشكل الشبحى الشفاف كما هو موضح ادناه[١].

.  أعمدة الخلق باستخدام الأشعة تحت الحمراء
المصدر:موقع هابل

من المعلومات الطريفة التى يوردها موقع ويكيبيديا [٣]هو أن أحد أعمدة الخلق الموجود على اليسار يبلغ طوله ٤ سنوات ضوئية(السنة الضوئية هى المسافة التى يقطعها الضوء فى عام أرضى واحد) أى تقرييا ما يعادل ٣.٨ x ١٠ ^١٦ متر، بينما يبلغ حجم النتوء الذى يشبه الإصبع الموجود على قمة السحابة حجما أكبر من حجم المجموعة الشمسية. أطوال و أحجام خرافية لكن هكذا هى مقاييس الكون
و لذلك تعد وحدات السنين الضوئية أكثر  ملائمة من وحدات مثل الكيلومترات و الأميال و غيرها.

ملحوظات
١- ينتشر الضوء فى الفراغ على هيئة موجات و تلك الموجات لها قمم و قيعان كموجات البحر، المسافة بين قمة و قمة أو بين قاع و قاع هو ما يعرف باسم الطول الموجى للضوء.
٢ - الأشعة الفوق البنفسجية و الآشعة تحت الحمراء هى نوع من أنواع الإشعاع الكهرومغناطيسى لكن الأولى تتميز بأنها أكثر طاقة و أقصر فى الطول الموجى من الضوء المرئى(الضوء الأبيض العادى الذى نرى به الأشياء) بينما الثانية هى أقل فى الطاقة من الضوء الأبيض و أطول فى الطول الموجى.

المراجع
١- موقع مسبار الفضاء هابل.

٢ - السديم (ويكيبيديا).
٣ -أعمدة الخلق (ويكيبيديا).
٤- سديم النسر (ويكيبيديا).