Saturday, March 10, 2012

هل شبكات التواصل تصنع منا أبطالا أم مروجى شائعات

 لا يستطيع أى إنسان أن ينكر فوائد تلك  شبكات التواصل الاجتماعى فدورها فى نشر العلم و المعرفة و تصحيح المفاهيم الخاطئة  دور عظيم (أنا عن نفسي قد استفدت منها كثيرا  فلها فضل عظيم على بعد فضل الله عز وجل أن أعرف  على سبيل المثال أن  Homeopathy ما هو إلا Pseudoscience أو علم خاطئ أو كاذب), يحدث ذلك بإضافة  العلماء و المتخصصيين فى مختلف فروع العلم  كأصدقاء أو عن طريق الصفحات الخاصة بهم. هناك أيضا  الصفحات الموجودة فى شبكات التواصل و التابعة لمجلات وجرائد و جامعات و منظمات جميعها تساعد فى نشر الوعى العلمى و الثقافى.

 ليس الوعى العلمى و الثفافى بل أيضا السياسى أصبح العديد منا على اتصال بكتاب و سياسيين و صحافيين لم نكن قبل ذلك بهذا الاتصال المباشر بهم  فشخص مثلى ليس له  أية ميول  سياسية لم يكن يتصور أنه قبل مل يزيد على عامين و نصف سيكون باتصال بنشطاء يحركة 6 أبريل  على معرفة بحركة كفاية و نشطاء حزب الغد . وغنى عن القول أن أذكر الدور الكبير الذى لعبته تلك الشبكات أثناء الثورة المصرية و الثورات العربية فقد كانت مشاركات المستخدمين و صفحاتهم بمثابة المنشورات التى كانت توزع فى الماضى فبل اختراع الشبكة العنكبوتية.
 
 لا يتوقف الدور الغير عادى لهذه الشبكات عند ذلك  فقط بل إنه قد يساعد فى إنقاذ أرواح البشر مثال على ذلك حادثة Troy Davis والذى اتهم بقتل ضابط شرطة عام 1989 و حكم عليه بالإعدام عام 1991 تأجل تنفيذ الحكم عدة مرات و غير بعد ذلك 7من 9 الشهود  أقوالهم أو تراجع عن أقواله  مما جعل العالم كله يهب  من خلال وسائل عدة إحداها  شبكات التواصل لإيقاف هذا الحكم بإرسال توقيعات لولاية جورجيا لإيقاف تنفيذ الإعدام و لكن رغم تلك المناشدات نفذ  الحكم فى شهر سبتمبر عام 2011.  لم اكن أتصور فى يوم من الأيام أن أشارك فى مثل هذا الحدث أو يشارك الالاف غيرى من مختلف أنحاء العالم فى إنقاذ إنسان ليس لنا أية صلة به أو سابق معرفة.  هل كان تروى دافيز لو ظل على قيد الحياة   يتصور أن إنسان يعيش فى جبال أفغانستان ربما يكون قد ساهم فى إنقاذه!!  على الرغم من تنفيذ الحكم  فإننى فى تلك اللحظة أدركت  مدى قوة تلك الشبكات والتى تجعل من إنسان عادى مثلى يساهم فى إنقاذ حياة إنسان آخر لا يعرفه و الذى كان من الصعب جدا أن يمر بتلك التجربة فى الحياة الحقيقية بل و ربما أيضا تكون الشبكات الاجتماعية  جعلتنى أحس أننى بطلة أساهم فى إنقاذ أناس آخرين.
  
مثال آخر يبين قدرة هذه الشبكات على الحشد, إنها قوانين مكافحة الفرصنة المعروف باسم SOPA  وقانون حماية الملكية الفكرية PIPA   والـلاتين كان يعتزم الكونجرس الأمريكى إقرارهما و لكن نظرا لمدى إجحفاهما كما رأى جمهور الانترنت تم الاحتجاج عليهما من قبل المستخدمين من جميع انحاء العالم حتى أوقف المشرعين فى الكونجرس دعمهم لهما.

ما  ذكرته أعلى هى أمثلة حية على كيفية جعل شبكات التواصل  صحافة حرة و نزيهة و لكن ماذا عندما تكون صفراء, فاقدة للمصداقية؟ فى الواقع نحن نعاين و نعيش ذلك كل يوم فكم الأخبار المشكوك فى صحتها و بل و الكاذبة لا يعد و لا يحصى, كم شخص منا ينشر خبر غير متأكد من صحته لمجرد انه مثير أو لأن الخبر يوافق هواه أو قناعاته او اتجاهاته السياسية و الإيديولوجية!

لا تتوقف مساوئ استخدام البعض للشبكات الاجتماعية من قبل البعض على نشر الأخبار الغير صحيحة بل و تتعداها أيضا للخوض فى الأعراض و التشهير بشخصيات معروفة بدون أدنى اعتبار لحرمانية هذا الفعل و ما قد ينتج عنه من تدمير للحياة الشخصية للإنسان.

أما المهنة التى لا غنى عنها فى بعض الشبكات و لا سيما تويتر فهى السخرية اللازعة لكل من يخالف التوجهات السياسية و خصوصا بعد الثورة لساكنى تويتر. فبهاشتاج Hashtag  عن شخص ما يقضون يومهم و ليلتهم فى أكل لحمه ميتا وطبعا هذه المهنة لا تنتهى بسبب برامج التوك شو فى التلفاز و التى تستضيف يوميا شخصيات و ضيوف يعدون الوقود الذى لا ينفذ لحواديت و اغتياب و نم ساكنى تويتر. و لا أنسى أن أقول ان الفضل يرجع إليهم فى نشر بعض الشتائم الشهيرة بين ساكنى مختلف أرجاء الشبكات الاجتماعية.

فى الواقع على الرغم من تلك المساوئ إلا أننى لا زلت أرى ان محاسنها تفوق مساؤها و لكن لا ننسى ان هذا التفوق هو فى أيدينا نحن مواطنى هذه الحياة الافتراضية!