Friday, May 11, 2012

تساؤلات عن المشاهد المؤلمة


أذكر  أنه عندما كان عمرى 14 أو 15 عاما فرأت كتابا عن الجريمة كتبه أحد مفتشى المباحث بعدما تقاعده يروى فيه عن أبرز القضايا التى قابلته فى حياته المهنية و كيف استطاع أن يحلها . الكتاب كان موثقا بصور من مسرح الجريمة تشمل جثث الضحايا لبعض الجرائم. لم يسمح لى فضولى أن أتوقف عن قراءة الكتاب بعدما و جدته يحتوى على صور الضحايا بل و الأنكى أنه احيانا كنت أحملق فى بعض الصور لبرهة،فى الواقع أدركت عاقبة كل ذلك بعدما انتهيت من مطالعة الكتاب تماما فقد أصبت بما  يشبه الاكتئاب الإكلينكى ، فلمدة ما يقارب شهرين كان لدى إحساس بالحزن و عدم البهجة و أن الحياة لا طعم لها.



تذكرت هذه الحادثة وأنا أتناول الجرعة اليومية من صور المقتولين و المصابين و المحروقين و المسحولين و المعذبين من خلال الشبكات الاجتماعية و خصوصا بعد الربيع العربى. لم يعد تأثرى مثل السابق، فقد اعتدت على رؤية هذه الأشياء،بالتـأكيد لست و حدى من تغير و لكن أغلب مستخدمى الشبكات الاجتماعية و الانترنت. ففى و اقعنا المصرى  على سبيل المثال هناك تداول بشكل شبه دورى لصور ضحايا المظاهرات والمواجهات مع العسكر و على الصعيد العربى صور ضحايا مجازر بشار التى لا تنتهى . أصبح الكل يشارك فى نقل هذه المشاهد المؤلمة بشكل اعتيادى، لا زلت أذكر بعد مقتل القذافى كيف كان يتناول صور جثته بعض الفتيات كأنها صورة نجم أو فنان !!



أنا أدرك تماما حسن نوايا من ينشر مثل تلك الأشياء فى الشبكات الاجتماعية و الانترنت و أعلم أيضا أنها قد تساعد احيانا فى التوعية بهدف أو قضية و لكن :

اليس رؤية هذه المشاهد الدموية  بشكل يومى يجعلها شيئا معتادا فى حياتنا فلا نعد نتأثر بها و بالتالى رد الفعل يكون أقل من المتوقع تجاه بعض القضايا الإنسانية؟

ما هو الهدف فى الاستمرار فى نشر المشاهد شديدة الدموية باستمرار إذا كانت ستأتى برد فعل غير مرجو؟