Friday, September 28, 2012

خزعبلات فترة المراهقة

                          بسم الله الرحمن الرحيم


عندما   أسترجع   تلك المرحلة التى كنت فيها فتاة مراهقة   أعتقد أنى كنت ملاكا مقارنة ببعضهم الآن, تسألون لماذا, الأسطر القادمة تحمل الإجابة.

قد كنت فى تلك المرحلة أتميز بالعناد و الإصرار على الرأى كما هو معروف عن سمات تلك الفترة, هذا بالإضافة إلى الشعور المتعاظم بأننى اكثر علما و ثقافة من جميع أقرانى. كان لى فى تلك الفترة أيضا بعض الاعتقادات الغير علمية فمثلا كنت أعتقدأن تناول المخدرات لا يمكن ان يؤثر فى دماغى و أن  طلقات الرصاص لا يمكن  أن تخترق جسدى, لست ادرى لما كنت اعتقد فى نفسى أننى superman!!
 أحيانا كنت أتساءل عندما يصيبنى البرد, لماذا أشعر بالضيق و بأن مزاجى متغير. إن المرض يصيب جسمى لماذا  أدعه يؤثر على عقلى أيضا و كنت أعد نفسى أنه فى المرة القادمة إذا مرضت لن أدع المرض يسيطر على مزاجى و على رغبتى فى ممارسة أنشطة كالقراءة مثلا (ربما كنت من أنصار نظرية انفصال الروح و الجسد و أنا لا أشعر).
أما درة الخزعبلات التى مارستها فهو اعتقادى باننى على صلة بمخلوقات من الفضاء و أننى كنت أراسلهم و لا أنسى أيضا أننى كنت احدث النباتات لأنهم يشعرون بما أقوله(هذا كان بسبب كتاب غير علمى قرأته عن التواصل مع النبات).
الخلاصة أننى ربما لم أترك خرافة و لا أسطورة إلا و مارستها لكن الحمد لله من الله على بالعلم الصحيح و بالنضج مع اقتراب نهاية تلك الفترة.
كان تأثير شخصيتى و ادعاءاتى الغير علمية و الغير منطقية منحصرا فقط على الأسرة و الأقارب و الأصدقاء و المدرسة, لم أظهر يوما فى صحيفة لأقول أننى اكتشفت طريقة للتواصل مع النباتات أو ظهرت فى برنامج تلفزيونى لأقول أننى أحاول السيطرة على عقلى بحيث لا يتأثر بمرض جسمى لكن  للأسف بعض مراهقى هذا الوقت يظهرون فى وسائل الإعلام و يفعلون أشياء قريبة الشبه من هذا. فمثلا تلك الفتاة ذات 16 عاما التى ظهرت  فى هذا الموقع و تقول أنهم قامت بإجراء  ثلاثة أبحاث فى مجالات علمية مختلفة, ففى إحداها بحث عن الزهايمر و فى الثانى بحث فى الفيزياء تبين فيه و جود خطأ فى نظرية نيوتن و البحث الأخير عن سيناء و قد أتمت الفتاة هذه البحوث بمساعدة و الديها و أخواتها . لست أدرى كيف يصدق البعض مثل هذه الأشياء, كيف يمكن للمرء أن يقوم بعمل بحث فى مرض كالزهايمر و هو لم يدرس الطب و لا زال طالبا فى المدرسة !!.
الطب علم تجريبى و ليس عمل نظرى حتى نقول ان معدل ذكائها العالى هو الذى مكنها من ذلك بالإضافة إلى إطالعها.
و حكاية اخرى عن طالب ظهر فى  احد البرامج التلفزيونية و له صفحة  فى الفيس بوك عن علم ابتكره يدعى الديناتولوجى أو علم المعلومات. من انجازات هذا العلم الرهيب هو انك لو دخلت لك المعلومة بطريقة صحيحة لدماغك فإنها تجعله يفرز هرمونا يعالج مرضا ما, هل رأيتم تخاريف أكثر من ذلك!!

إن ما يضايقنى اكثر ليس هؤلاء المراهقين و لكن الناس التى تصدقهم, إن دل هذا على شئ فإنما يدل على غياب الثقافة العلمية و المنهج العلمى لدينا فى المجتمع.

و الآن هل عرفتم لماذا أظن فى نفسى أننى كنت ملاكا مقارنة بهؤلاء المراهقين.