Wednesday, February 12, 2014

و من الحساسية ما قتل


                      بسم الله الرحمن الرحيم


بعض الخبرات الشخصية التى تمر بنا فى حياتنا تعلق بأذهاننا لفترات طويلة أو تكون مثار إلهام لنا أو تؤثر فينا تأثيرا ينعكس على حالتنا المزاجية أو النفسية حتى لو استمرت فترة قصيرة من الزمن أو كان حدوثها لحظيا، من هذه التجارب هذا المرض الذى أصبت به منذ عدة شهور و الذى سوف أزعجكم برواية أحداثه المثيرة.

فى إحدى الأيام استيقظت من النوم و أنا أشعر بأن حلقى ليس على ما يرام، لم أعتقد أنه قد يكون بردا أو أنفلونزا نظرا لأنه لم تظهر أية أعراض مصاحبة مثل الحمى أو الكحة أو العطس أو أى شئ آخر من الأعراض المعروفة فى مثل هذه الحالات، حتى ما أحسست به فى حلقى لم يكن مثل الألم الذى أشعر به عندما أعانى من البرد، كان إحساسا غريبا كأن شيئا ما يضغط عليه ؟!


مع مرور الوقت بدأ هذا الإحساس بالضغط يتزايد، و بدأ صوتى يتغير وأصبحت أشعر بأننى غير قادرة على ابتلاع ريقى بسهولة، حدثت نفسى بأنه ربما يكون قد ألم خطب ما بأحبالى الصوتية نظرا للتغير المفاجئ فى صوتى. قررت الذهاب إلى النوم حتى أستريح و لكننى لم أستطع بسبب الصعوبة التى لاقتيها فى ابتلاع ريقى كأن أحد ما قد أغلق حلقى و لم يدغ سوى ثقب صغير تعبر منه أية سوائل من الأنف أو الفم بعسر شديد. عندما لم أستطع النوم، ذهبت إلى المرآة و نظرت إلى عنقى أحسست أن عنقى يبدو كأنه متضخم. استمررت على هذا الحال حتى عرضت نفسى على طبيب (أحد الأقارب) فى الظهيرة فعاين حلقى و أخبرنى أنه ملتهب و يجب على أن أسرع بأخذ مضاد حيوى!

حتى الآن تبدو أحداث القصة عادية جدا بل و قد تبدو مملة و لكن صبرا ربما الآتى قد يكون أكثر إثارة. فى الواقع أنا لم أتمكن من الدواء سريعا بسبب حدوث بعض الظروف الخارجة عن إرادتى. فى أثناء فترة الانتظار بدأ التورم فى حلقى يقل و بدأت أشعر بأنه يمكننى أن أتنفس أفضل و نزول السوائل من فمى أصبح أسهل، حقيقة لم تصبح الساعة الثامنة أو التاسعة مساء حتى شعرت أنى قد شفيت تماما(الحمد لله) و كأن شيئا لم يكن قد ألم بى!!

قررت أن اخبر قريبى الطبيب بهذا، عندما ذكرت له ذلك تعجب وأخبرنى إن ما كان عندى هو الحساسية(هي ردة فعل جهاز المناعة لمواد غير مالوفة له، مثل حبيبات اللقاح، السم من جراء لسعة النحل او وبر الحيوانات).

كان لدى علم مسبق بأن بعض أنواع الأطعمة قد تسبب الحساسية و أيضا لسعات الحشرات و لكن لم يطرأ فى ذهنى أن ما أصابنى قد يكون هو الحساسية  لأننى بفضل الله لا أعانى من حساسية من الطعام و لا من لسعات الحشرات، لكن عندما أخبرنى الطبيب بأن  ذلك هو دائى حاولت استرجاع ما قد أكون قد أكلته فى الليلة السابقة و لكن لم اجد شيئا غير معتاد و لم أتذكر أيضا أنه قد لسعتنى حشرة معروفة!!

لم أجد سوى استنتاجا و احدا هو اننى قد لسعت من حشرة مجهولة و شاء الله أن أنجو من تداعيات لسعاتها، حيث فى بعض الأوقات كنت أشعر أنى قريبة من الاختناق(للحساسية أحيانا مضاعفات مثل الدوخة الغثيان والقيء انتفاخ المسالك الهوائية التنفسية، الذي قد يوقف التنفس كليا).

شعرت بعد هذه التجربة القصيرة أننى ربما كنت قريبة من الموت و أنا لا أدرك ذلك و من سبب لا أتوقعه تماما، أن تكون معافا تماما و فجأة بين ليل و ضحاها تشعر أنك غير قادر على تناول الطعام أو التنفس بسهولة فهذا شئ غريبا تماما و يدعوك أن تكون على حذر من الموت الذى قد يأتى فى أية لحظة!

أطلت عليكم هذه القصة المملة،رزقنا الله و إياكم تمام الصحة و العافية.



ملحوظة: استنتاجاتى بأن سبب المرض هو حشرة مجهولة هو مجرد اجتهاد شخصى و قد يكون خاطئا.



No comments:

Post a Comment