المخبولون

                                                           بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة "Crackpots " تطلق فى العلم على من يحاولون الادعاء باكتشاف نظريات جديدة كتحطيم النظرية النسبية لأينشتاين أو الادعاء بأن ميكانيكا الكم نظرية خاطئة بدون أدلة حقيقية أو إلمام و دراسة لما توصل إليه العلم الحديث من نظريات و اكتشافات على مدار قرون سابقة, يقارنون أنفسهم بعلماء لهم إسهامات حقيقية فى العلم الحديث مثل نيوتن و أينشتاين بالإضافة إلى الغرور و التباهى الكاذب. باللغة العربية لفظ Crackpots المخبولين أو المعتوهين و هى كما هو واضح كلمة ساخرة تهدف إلى الحط من قدر هؤلاء المدعين.

مثلما يوجد هؤلاء المخبولين فى العلوم يوجد مثلهم أيضا فى مجال العلوم الدينية، هناك من يحاولون التعدى على ثوابت و ركائز الدين بدون دراسة للقرآن و السنة أو الإلمام بما قام به السابقون من مجهودات عظيمة حفظت هذا الدين حتى اليوم. يحاولون التقليل من شأن علماء يشهد لهم القاصى و الدانى بإسهماتهم العظيمة و الطعن فى مصداقيتهم كالطعن فى صحيح البخارى أو الطعن فى ما قام به الأئمة الأربعة.

المشكلة انك قد تجد بعض الداعين إلى الاقتداء بالنموذج الأوروبى فى العلم و المعرفة والتحديث و أسلوب الحياة و ممن يؤمنون بأهمية المنهج العلمى فى العلم و أهمية سؤال أهل الاختصاص يقصرون ذلك على مجال العلوم الدنيوية بينما العلوم الدينية سداح مداح هى عرضة لكل من هب و دب بحجة أنه لا كهنوت فى الإسلام. هذا القول حق يراد به باطل، صحيح انه لا احد يدعى القداسة و التنزه عن الخطأ من علماء الإسلام لكن طلب العلم أو طلب اى حقيقة فى اى مجال له أصوله التى يجب السير عليها لو كان غير ذلك لما أصبح للعالم فضل و رفعة على غيره .

فى النهاية فى كلتا الحالتين سواء فى العلم أو الدين الوصف المناسب لأدعياء المعرفة ه ال Crackpots و هذا جزاء من لم يتبع الطريق الصحيح للاكتشاف و التجديد و الإجتهاد. فلا يصح أن أدعى أن طريق الاكتشاف و الاتيان بالجديد صحيح فى العلم و خاطئ فى الدين, فى النهاية منهج الوصول للحقيقة واحد ; سؤال العلماء و عدم اتباع الهوى و قد قال سبحانه و تعالى ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )[الانبياء:7] و أهل الذكر هنا هم أهل الاختصاص فى كل فن أو فى كل مجال.