Monday, September 7, 2015

لماذا الحزن؟

                                                         بسم الله الرحمن الرحيم 


على مدى ما يقرب من خمس سنوات و المنطقة العربية تعيش أحداث جسام منذ ثورة 25 يناير, فلا يكاد يمر يوم إلا و نسمع عن حادثة أو كارثة أو مقتل فلان أو تعذيب و القبض على علان. أصبحت حياتنا سلسلة من الكوارث مما يجعلنى أحيانا أتعجب كيف أمكن للأحياء منا تحمل كل ذلك  كيف  تمكنا من  مواصلة الحياة و هذا الحزن موجود فى خلفية كل واحد منا.

أنا لا أكتب هذا الكلام لألوم الربيع العربى فأنا أعلم أن للحرية ضريبة و لكن أكتبه لكى أذكر الجميع أننا يجب أن نترفق بأنفسنا, إذا كانت هناك أحداث خارج إرادتنا تفرض علينا هذا الكم الهائل من المآسى و الأحزان فإن هناك حوادث أخرى نحن نستخدمها بكامل إرادتنا لكى نجتر الأحزان اجترارا.

تخيل أن شخصا معينا على الفيسبوك قد توفاه الله فى حادثة سيارة مثلاو هو شاب صغير , هذا الشخص ليس من المشاهير و غير معروف و لكن لأنه مات صغيرا فى السن يتكفل العديد من مستخدمى الفيسبوك بنشر الخبر و نشر صوره و ذكرياتهم معه و تجد حتى البعض من من الذين لا يعرفونه معرفة شخصية ينشرون خبر وفاته فقط لأن قصة و فاته وهو شاب أثرت فيهم.



أما إذا كان شخصية معروفة فإن من يعرفه و من لا يعرفه قد ينشر عنه و يتحول الفيسبوك بأكمله إلى مرثية عن ذلك الشخص و تضطر أن تتعذب و تتألم عدة أيام حتى يخفت الحديث عنه.


يعتقد البعض بأنه بنشر خبر وفاته و الإكثار من الجديث عنه بداع أو دون اع أنه بذلك يفعل شيئا جيدا و أنا أقول له على العكس انت تنشر الحزن و الكثير من المشاعر السلبية, انت تؤلم من يعرفه و من لا يعرفه.  

أنا لا أقلل من قيمة أى إنسان مشهورا أو غير مشهور و أعلم جيدا أن فقد عزيز أو غال شئ فى منتهى الصعوبة, لكن ما اعنيه أنه لا يجب جعل حياتنا أو احزاننا الشخصية كأنها قضية عامة, لا يجب أن نحول شبكات التواصل يوما عن يوم إلى مرتع لاجترار الأحزان و الشعور بالبؤس و اليأس, الأ يكفى ما تمر بها المنطقة من حروب و كوارث.

 هناك دراسة أجراها الفيسبوك (آثارت العديد من الاعتراضات نظرا لأنه استغل فيها عواطف المستخدمين ) خلصت إلى أن: "العواطف التى يعبر عنها الأصدقاء من خلال شبكات التواصل الاجتماعى تؤثرعلى أمزجتنا و تكون حسبما نعلم أول دليل تجريبى على العدوى العاطفية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى".


نتائج هذه الدراسة تعنى أن التعرض مثلا لمنشورات تحمل أخبارا سعيدة يجعل مستخدمين آخرين ينشرون أخبارة تماثلها و العكس صحيح, و نفس النتيجة تنطبق علىى الأخبار السيئة, أنت تحث أصدقائك لا شعوريا على نشر أخبار سارة أو محزنة.

تأثير الأخبار المفرحة أو المحزنة معد , فلذلك لا يجب أن نبالغ فى نشر الأخبار السيئة أو نجعلها على الأقل فى دائرة الأصدقاء المقربين الذين على صلة بالشخص المتوفى مثلا.

وأخيرا فلنتعوذ من الحزن كما قال الرسول عليه الصلاة و السلام : "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن"  و ندعو الله عز و جل أن يبعد عنا الأحزان و أن يكثر من المسرات و الأفراح.

No comments:

Post a Comment