بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
فى هذه المحطة من رحلتنا مع الذرة، أقول بوضوح إننا بواسطة جون دالتون استطعنا أن نعبر بسلام من مرحلة التخمينات الفلسفية إلى مرحلة الفرض و التجربة و البرهان و أساسيات العلم الحديث فى التوصل إلى ماهية الذرة، حتى و إن كانت نظريته عنها ليست صحيحة تماما بقاييس اليوم.
ولد جون دالتون فى إنجلترا،عاش فى الفترة من ١٧٦٦م إلى ١٨٤٤م [١]، كان إنسانا ذكيا فقد عين كمعلم فى إحدى المدارس و عمره ١٢ عاما فقط[٢]. من الممكن تصنيفه على أنه كان فيزيائيا، كيميائيا و عالم أرصاد جوية[١]. أبزز إنجازاته اسهماته فى تأسيس و تطوير النظرية الذرية الحديثة و أيضا أبحاثه عن مرض عمى الألوان[٢،١].
كما يوضح هذا الرابط، كان علم الأرصاد الجوية هو المدخل إلى اقتناع دالتون بأن المادة تتكون من وحدات صغيرة جدا ، تميز كل عنصر و غير قابلة للانقسام. حدث ذلك من خلال ملاحظاته لبخار الماء فى الهواء، فقد تسائل كيف يمكن للماء و الهواء أن يشغلا نقس الحيز من الفراغ فى وقت واحد بينما الأجسام الصلبة لا يمكنها أن تفعل ذلك !! كانت الإجابة التى وجدها أنه يمكن حدوث ذلك إذا كان كل من الماء و الهواء مكونان من جسيمات صغيرة جدا و محددة و بخار الماء فى تلك الحالة يمكن تفسيره على أنه اختلاط بين جسيمات الماء و جسيمات الهواء!