Thursday, August 4, 2011

خواطر عن مجزرة اوسلو

لأول مرة أتمكن من الحكم عن حادث إرهابى من بعيد، بمعنى أنه فى  معظم الأحيان يكون المسئول عن تلك الحوادث هم المسلمين  فأجد نفسى أتعاطف مع قضيتهم أو دوافعهم أو أتلمس لهم الأعذار لفعل ذلك رغم اعتراضى على استخدامهم العنف. و بسبب بعد هذا الحادث عنى ثقافيا و جغرافيا استطعت أن أرى و أحس بمدى بشاعة مثل هذا الحوادث و أتمكن بينى و بين نفسى   من عدم التماس أى عذر لهذا الإرهابى. و لعل حالى هذا هو حال الكثير من العرب و المسلمين( إن لم يكن أسوأ ) الذين يلتمسون الأعذار  لكل حادث إرهابى يحدث باسم المسلمين و الإسلام و لا يهتمون بالدماء التى أسيلت بلا ذنب و لا بصورة الإسلام التى شوهت(جهلا و ظلما).  لقد جعلنى هذا الحادث أؤمن بان الإنسان لا يستطيع أن يرى  بيته كاملا إلا إذا و قف  خارجه بعيدا عنه.


إن وجود بعض مناطق العالم العربى و الإسلامى تحت الاحتلال جعلتنا  أو جعلت بعضنا لا يستطيع ان يجزم بجرم ما يفعله الإرهابيون من قتل و سفك للدماء و ترويع للآمنين و لكننى أذكرهم و أذكر نفسى بقول الله عز وجل :
{  وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى }.

إنه من المثير للسخرية أننى وجدت من خلال تتبعى لتعليقات بعض الغربيين (و الذين يبدون أنهم من اليمين) فى الانترنت تعاطفا مع هذا الإرهابى النرويجى تماما مثلما يفعل  بعض العرب و المسلمين عندنا  بل  إن بعضهم يقول أنه يؤمن  بأفكاره وكتاباته التى نشرها على  صفحات الإنترنت و إن كان لا يؤيد العنف الذى يستخدمه.


إن الرابط بين هؤلاء الغربين المتعاطفين مع  المسئول عن مجزرة أوسلو و بعض المسلمين هو  اتباع الهوى و العاطفة و عدم اتباع العقل و لا الفهم الصحيح للدين (فى حالة المسلمين).

و اخيرا و إن كنت أشعر بحزن لما حدث (لا زلت أذكر مشهد تلك الفتاة  التى كان يحملها احد الأشخاص و شعرها ملوث بالدماء) و لكننى أحمد الله عز و جل ان جعلنى للمرة الأولى أشعر و بوضوح كامل مدى بشاعة ما يفعله البعض عندنا باسم الإسلام و هو دين الرحمة و العدل والحق و السلام.

ملخوظة: الرابط أعلى عن معتقدات و أفكار الإرهابى النرويجى باللغة النرويجية ، يمكن  ترجمته للإنجليزية باستخدام مترجم جوجول.  

No comments:

Post a Comment